شهدت سنة 2009 أحداثا مهمة تركت بصماتها على المجتمع الجزائري،أحداث كثيرة ومتعددة ، قد نصنفها بانجازات أو نكسات ..
لكنها ستبقى أحداثا وفقط من عام 2009....وفيما يلي أهم الأحداث التي عاشها الفرد الجزائري في هذه السنة :
وفاة 44 جزائريا واحتمال إصابة 80 ألف مواطن بالوباء.
أنفلونزا الخنازير.. أخطر وباء يهدد العالم في مطلع القرن الواحد والعشرين :
عرفت أنفلونزا الخنازير، التي ظهرت لأول مرة في المكسيك، في ربيع هذه السنة، انتشارا سريعا لم يسبق له مثيل عبر العالم، لتصبح بعد بضعة أشهر من ظهورها أخطر وباء في القرن 21. ويعد انتشار هذا الوباء، دون أي منازع، من أهم الأحداث التي ميزت سنة 2009 على مستوى الجزائر.
كانت الجزائر قد سجلت أول إصابة بالفيروس يوم 19 جوان الماضي لدى امرأة قادمة من ميامي الأمريكية على متن طائرة للخطوط الجوية الألمانية »لوفتهانزا« بعد ظهور أعراض الزكام عليها وعلى أحد ابنيها المرافقين لها خلال سبعة أيام منذ تاريخ وصولها، إلا أنها لم تكن متأكدة من خلوها من الفيروس وكان ابنها قد التقط المطوية واحتفظ بها وبمجرد أن ارتفعت درجة حرارة والدته وظهرت عليها أعراض الزكام من تعب وسعال وحمى نصحها بقراءة المطوية والتوجه لأقرب مستشفى. واتجهت السيدة »س«، مساء يوم الخميس 19 جوان، إلى إحدى المؤسسات الاستشفائية في العاصمة واكتشفت حالتها بعد تأكيد المخبر المرجعي لمعهد باستور إصابتها بفيروس "اتش1أن1" بفضل يقظة ابنها وفعالية المعلومات التي تحتويها مطويات المركز الصحي للمراقبة الحدودية في إطار المخطط الوطني للوقاية من أنفلونزا الخنازير. وبعدها مباشرة طلبت الجزائر 20 مليون لقاح من معهد "غلاسكو جي آس كا" البرطاني، فرع كندا، وكانت من بين 25 دولة سارعت إلى طلب اللقاح. ومما زاد من تخوف السلطات الجزائرية من هذا الوباء، هو ظهور 50 إصابة وحالتي وفاة عشية عيد الأضحى المبارك، ويتعلق الأمر ـ حسب ما أكده بيان لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أنذاك ـ بسيدة من ولاية وهران تبلغ من العمر 27 سنة رفقة مولودها الحديث وكذا سيدة أخرى في الخمسينات من العمر تنحدر من ولاية بسكرة كانت تعاني من مشاكل صحية سابقا.
وبعد ظهور حالات وفيات في الجزائر، أطلقت وزارة الصحة صفارة الإنذار، ورصدت الحكومة الجزائرية أكثر من 1200 مليار سنتيم و16 مليون قناع واقي وأكثر من 6.5 ملايين علبة دواء "تامفلو" وقرابة 100 ألف علبة دواء "سايفلو" منتج محليا، وهي أرقام ضخمة وإمكانات معتبرة لحماية الجزائريين من الوباء العابر للقارات "أنفلونزا الخنازير"، كما اقتنت الجزائر مجموعة من الكاميرات الحرارية التي نصبت بأكبر المطارات والموانئ الجزائرية وفعّلت المخطط الوطني لمواجهة الأوبئة التنفسية والذي سبق للجزائر أن حركّته سنة 2003 لمواجهة وباء السارس وأعيد تحريكه بين سنتي 2005 و2006 لمواجهة أنفلونزا الطيور وأثبت نجاعته ويعمل الخبراء وأعضاء خلية الأزمة على تطويره دوريا وتكييفها مع المعطيات الجديدة لوباء أنفلونزا الخنازير.
كما استنفرت وزارة الصحة جميع الطواقم الطبية وأعضاء مراكز المراقبة الحدودية للموانئ والمطارات والمنافذ البرية للتراب الجزائري وحددت وزارة الصحة قائمة حمراء بـ21 دولة وزعتها على مصالح المراقبة الصحية للمراكز الحدودية قصد إخضاع جميع القادمين من هذه الدول أو زاروها بالفحص الدقيق قصد التأكد من خلوهم من فيروس "اتش1أن1" وكلها دول سجلت العشرات من حالات أنفلونزا الخنازير. وأكدت المراقبة الوبائية أن الفيروس ينتقل من إنسان إلى الإنسان عبر الهواء في هذه الدول، وتعتبر منظمة الصحة العالمية هذه الحالات كأخطر الحالات الوبائية.
وبعد جدل كبير دار حول طول فترة تجريب لقاح الأنفلونزا لدى المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية والذي استمر لأكثر من 21 يوما، كشفت وزارة الصحة، أمس، عن النتائج الإجابية لاختبار اللقاح، كما أعلنت بداية تلقيح المواطنين منذ عشية أمس. وتجدر الإشارة، أن وباء أنفلونزا الخنازير قتل لحد الساعة 44 جزائريا وسط احتمال إصابة أزيد من 80 ألف جزائري بهذا الوباء.
''الخضر'' أدوا أحسن سنة كروية لهم منذ عشريات.....
لم يعد خافيا على أحد أن المنتخب الوطني لكرة القدم أدى في سنة 2009 أحسن مشوار له على الساحة الدولية منذ عشريات، حيث لم يسبق أن فاز ''الخضر'' بهذا العدد من المباريات ماعدا عندما تأهل لكأسي العالم سنتي 82 و.86 عاد المنتخب الوطني خلال هذه السنة إلى الواجهة الكروية الإفريقية والعالمية، بعد سنوات العجاف التي تألم معها ملايين الجزائريين العاشقين للخضر. وحتى إن كان الكثير من المحللين تفاجأوا لهذه العودة القوية بتأهل مزدوج لكأسي العالم وإفريقيا المقبلين، بعد غياب عن الأولى دام 24 سنة وإقصاء من العرس الإفريقي مرتين متتاليتين، فإن المنتخب الوطني، بقيادة رئيس الفاف محمد روراوة والمدرب المخضرم رابح سعدان نجح في إبطال كل التكهنات بفضل مجموعة من اللاعبين المغتربين حضّروا جيدا لهذه التصفيات واجتازوا كل الصعاب الرياضية وغير الرياضية، لتبقى سنة 2009 بالنسبة للمنتخب الوطني من أحسن السنوات على الإطلاق، خاصة بعدما أنهاها منتخبنا بترتيب قياسي، على سلم الفيفا، حيث قفز رفقاء زياني من مركز لا يبعد عن الـ100 إلى مركز سادس وعشرين عالميا ومرتبة خامسة إفريقيا وراء الكاميرون، كوت ديفوار، نيجيريا ومصر. وهو مؤشر واضح على حفاوة السنة المقبلة على الانتهاء والتي لم ينهزم فيها أشبال سعدان سوى في مباراة القاهرة ضد مصر بهدفين لصفر وفازوا في كل المباريات، الرسمية وتعادلوا مرة واحد في رواندا.وستبقى لا محالة، هذه السنة راسخة في أذهان الشعب الجزائري، لأن ما عاشته المدن والشوارع والساحات العمومية وداخل كل بيوت العائلات الجزائرية من أفراح، لم يسبق أن عاشتها سوى عند اعلان الاستقلال سنة .1962 وهو دليل على أن كرة القدم بسحرها قادرة على قلب كل الموازين السياسية والاجتماعية في بلد متعطش للانتصارات، كما أن ارتباط هذا المنتخب بعناصره المغتربة بأوروبا مع الجزائر العميقة سر قوة تشكيلة سعدان التي يجزم العارفون بخباياها أنها وإن كانت تشكيلة متوسطة فنيا، فإنها تملك الروح القتالية التي رفعتها إلى السماء السابعة في ظرف 12 شهرا.
الجزائر ومصر.. مباراة وأحداث..
أول مباراة فاصلة في إفريقيا لبلوغ كأس العالم....
لا يمكن الحديث عن سنة 2009، دون تسليط الضوء على مباراة الجزائر ومصر، أو بالأحرى مباريات المنتخبين المتنافسين على تأشيرة واحدة للمونديال الإفريقي.ويمكن القول إن موعد 14 نوفمبر بالقاهرة هذا العام، هو نقطة تحوّل هامة في العلاقات الجزائرية ــ المصرية سياسيا وثقافيا ورياضيا وديبلوماسيا، بسبب لعبة كرة القدم. وذلك حين تعدّى المصريون الخطوط الحمراء ودفعهم جنون العظمة ورغبتهم الجامحة في التأهّل إلى كأس العالم بأي شكل، حتى بالضرب تحت الحزام، إلى رشق حافلة المنتخب الوطني بالحجارة وإصابة لاعبين من ''الخضر'' بجروح وهم رفيق صايفي وخالد لموشية ورفيق حلّيش.وعرف موعد ''الرعب'' بالقاهرة اعتداءات على أنصار المنتخب الجزائري من طرف المصريين، ما جعل المباراة تخرج عن إطارها الرياضي وتأخذ أبعادا خطيرة، في ظل ''انتفاضة'' الجزائريين من جهة، و''كذبات'' المصريين من جهة أخرى.وكتبت مباراة الجزائر ومصر صفحة جديدة من تاريخ الكرة القارية، كون موعد أم درمان بالسودان يوم 18 نوفمبر، برسم المباراة الفاصلة لتحديد المتأهّل إلى مونديال جنوب إفريقيا، يعتبر الأول من نوعه في إفريقيا، فلم يحدث سابقا أن تأهّل منتخب إفريقي إلى نهائيات كأس العالم عن طريق المباراة الفاصلة.
بعد 33 سنة.. الجزائريون يتبنون عطلة أسبوع جديدة...
تفاجأ الجزائريون بقرار اتخذه مجلس الحكومة يقضي بتغيير نظام عطلة الأسبوع من يومي الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت ابتداء من 14 أوت 2009، بعد أكثر من 33 سنة من اتباع النظام القديم.
وقد لجأت الحكومة هذه المرة إلى اتخاذ القرار دون سابق إنذار ودون فتح أي نوع من النقاشات، لأن هذا الموضوع كان دائما مثارا للجدل والنقاشات الفقهية والإيديولوجية والسياسية، حتى أنها اختارت فترة عطلة البرلمان حتى لا يتمكن المعارضون من طرح أي إشكال، ومررت القرار عبر مرسوم رئاسي وقعه الرئيس حتى تضع الجميع أمام الأمر الواقع، معللة ذلك بأن البلاد تتكبد خسائر لا تقل عن 500 مليون دولار سنويا بسبب نظام العطلة القديم الذي يتعارض مع مثيله في الغرب، ما يعني تعطيل مصالح البلد والمعاملات 4 أيام أسبوعيا.
وقد وجدت الفئات الاجتماعية المختلفة صعوبة في التأقلم مع العطلة الجديدة لنهاية الأسبوع، خاصة وأن قطاع الوظيف العمومي اعتمد هذا النظام منذ البداية، في حين تراجع عنه قطاع التربية الذي رخص بتقديم الدروس يوم السبت وهي الخطوة التي انتهجتها أيضا وزارة التعليم العالي. غير أن العديد من الشركات العمومية ذات الطابع الاقتصادي أبقت على النظام القديم.
منع القروض الاستهلاكية يقضي على حلم شراء سيارة وأدوات كهرومنزلية......
أثار قرار منع البنوك من منح قروض استهلاكية منذ 29 جويلية 2009 غضب ملايين الجزائريين من أصحاب الدخل البسيط والمحدود الذين يستخدمون هذه القروض لشراء سلع خارج نطاق قدرتهم، حيث قضى هذا القرار على حلم آلاف العائلات في اقتناء سيارة جديدة بالتقسيط، كما حال دون حصول عائلات أخرى على قروض تمكّنها من شراء أجهزة استهلاكية منزلية، علما أن حجم القروض الاستهلاكية التي منحتها البنوك الجزائرية العام الماضي بلغ 100 مليار دينار.
وأشار مؤخرا رئيس الجمعية الجزائرية لوكلاء السيارات إلى انخفاض مبيعات السيارات بنسبة 25 بالمائة، وإلى أن أكثر السيارات تضررا من قرار توقيف منح القروض الاستهلاكية، هي تلك التي تتراوح أسعارها بين 60 و95 مليون سنتيم.
توحيد لون المآزر يحدث أزمة لدى الأولياء...
من أهم الأحداث التي واجهها أولياء مع أبنائهم المتمدرسين خلال الدخول المدرسي لهذه السنة هي الأزمة التي أوجدها قرار وزارة التربية بتوحيد لون المآزر والمحددة باللون الوردي للإناث في التعليم الإبتدائي والمتوسط والأبيض بالنسبة للإناث في التعليم الثانوي والأزرق بالنسبة للذكور في جميع أطوار التعليم، بسبب الندرة التي سجلت على مدار أشهر عدة عانى خلالها أزيد من 60 بالمائة من التلاميذ من القرار الذي أدرجته وزارة التربية ضمن إصلاحاتها الجديدة. وأرجع بعض المختصين سبب الأزمة إلى تأخر الوزارة الوصية في طرح المشروع ما أدى إلى عدم منح الوقت الكافي للمستثمرين في المجال والمؤسسات العمومية أو الخاصة في مباشرة الإنتاج أو الاستيراد.
وغيرها من الأحداث الكثيرة والمتنوعة التي لا يمكن الا أن نضعها على شكل عناوين ك :
تطور عشوائي للمجتمع الجزائري واتجاه نحو المحافظة....
غلاء معيشي قاهر سحق الزيادات المتواضعة في بعض الأجور ...
المكفوفون... سنة انتظار الاعتراف بالإعاقة تعزز التهميش والحقرة...
انتفاضة الأساتذة باضراب وطني شل المؤسساتت التربوية والتلاميذ.....
sidou 2010.